رحلة دجلة في الغربة

خلفَ بحرٍ من رمالٍ وكناياتٍ عريقه
شيّدَ الطاغوتُ حكماً وفقَ افكارٍ عتيقه
اسكتُ الضلمُ بها كلَّ كلامٍ وحقيقه
مابها صوتٌ ولا حتَّى أنينْ .... في بلادِ الصامتينْ
بزمانٍ جردوهُ ومحو منهُ المعاني
ومكانٍ دمروهُ فغدا ليسَ مكانِ
وعقولاً حبسوها بينَ ذلٍّ وهوانِ
لم يعدْ فيها اشتياقٌ أو حنينْ ... في بلادِ الصامتين
هيَ أرضٌ كلُّ شيءٍ في حماها قد يباعْ
فترى التجارَ في الاسواقِ أضحو في نزاعْ
وترى العقلَ رخيصاً وترى الناسَ جياعْ
وترى في السجنِ أحرارَ الجبينْ ... في بلادِ الصامتين
قدْ يباعُ الحُسنُ فيها أو رياضه او كراسي
فهيَ لاشيءٌ سوى تلٌّ لأنواعِ المآسي
أيُّ تأريخٍ وهل تاريخها إلا انتكاسِ
فهيَ أوجاعٌ وأشجانٌ على مرِّ السنين.. في بلادِ الصامتينْ
هيَ أرضٌ فيها نفطٌ غيرَ انَّا مفلسونْ
هيَ أرضٌ فيها تمرٌ غيرَ انّا جائعونْ
هيَ أرضٌ فيها ماءٌ غيرَ انَّا ضامئونْ
فترانا من بحارِ الصمتِ دوماً شاربينْ ... في بلادِ الصامتين
أيُّ أرضٍ قد تحاكيها وهل فيها سوى
صفحاتٍ من جراحاتٍ وقلبٌ ما ارتوى
كلُّ من يمسِكُ في مقودها شدَّ القوى
وإذا فيه يملْ فيها يساراً ويمينْ .... في بلادِ الصامتينْ

والبقيَّةُ تأتي مادامت بلاد الصامتين موجوده


_________